الماء سابق في وجوده على جميع الخلائق، فقد أثبتت دراسات علوم الأرض أن هذا الكوكب يرجع عمره إلى أكثر من 46 بليون سنة مضت، بينما يرجع عمر أقدم أثر للحياة في صخور الأرض إلى 38 بليون سنة ، وهذا يعني أن عملية إعداد الأرض لاستقبال الحياة استغرقت أكثر من ثمانمائة مليون سنة والدليل الشرعيّ الذي استند إليه العلماء في أن أصل العالم، هو الماء وهو أول المخلوقات، خبرُ رسول الله صلى الله عليه وسلم الصادق المصدوق الذي رواه ابن حبان وابن ماجه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال "كلُّ شىء خلقَ من الماء"، ولفظ ابن حبان أن أبا هريرة قال قلت يا رسول الله إني إذا رأيتُك طابت نفسي وقرَّت عيني فأنبئني عن كل شىء، قال "إن اللهَ تعالى خلقَ كلّ شىء من الماء"، وفي لفظ "كل شىء خلق من الماء"، وروى السديُّ بأسانيد متعددة عن جماعة من الصحابة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "إنَّ الله لم يخلق شيئًا مما خلقَ قبل الماء" فيتبين بذلك أن الماءَ هو أصل جميع المخلوقات وهو أول الخلق، فمن الماء خلق اللهُ العالمَ قال تعالى"وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ" (الأنبياء 30) يقول ابن كثير في تفسيره" أي أصل كل الأحياء منه وقال ابن أبي حاتم حدثنا أبي، حدثنا أبو الجماهر، حدثنا سعيد بن بشير، حدثنا قتادة عن أبي ميمونة، عن أبي هريرة أنه قال يا نبي الله إذا رأيتك قرت عيني، وطابت نفسي، فأخبرني عن كل شيء، قال " كل شيء خلق من ماء"" وفي تفسير القرطبي "قوله تعالى "وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ" ثلاث تأويلات أحدها أنه خلق كل شيء من الماء ؛ قاله قتادة الثاني حفظ حياة كل شيء بالماء الثالث وجعلنا من ماء الصلب كل شيء حي ؛ قاله قطرب وجعلنا بمعنى خلقنا وروى أبو حاتم البستي في المسند الصحيح له من حديث أبي هريرة قال قلت يا رسول الله إذا رأيتك طابت نفسي، وقرت عيني، أنبئني عن كل شيء ؛ قال "كل شيء خلق من الماء" الحديث ؛ قال أبو حاتم قول أبي هريرة أنبئني عن كل شيء، أراد به عن كل شيء خلق من الماء، والدليل على صحة هذا جواب المصطفى إياه حيث قال كل شيء خلق من الماء وإن لم يكن مخلوقا وهذا احتجاج آخر سوى ما تقدم من كون السماوات والأرض رتقا وقيل الكل قد يذكر بمعنى البعض كقوله وأوتيت من كل شيء وقوله تدمر كل شيء والصحيح العموم ؛ لقوله - عليه السلام - "كل شيء خلق من الماء" والله أعلم" وفي تفسير البغوي "وقوله "وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ" أي وأحيينا بالماء الذي ننزله من السماء كل شيء كما حدثنا ابن عبد الأعلى قال حدثنا محمد بن ثور عن معمر عن قتادة "وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ" قال كل شيء حي خلق من الماء فإن قال قائل وكيف خص كل شيء حي بأنه جعل من الماء دون سائر الأشياء غيره، فقد علمت أنه يحيا بالماء الزروع والنبات والأشجار، وغير ذلك مما لا حياة له، ولا يقال له حي ولا ميت ؟ قيل لأنه لا شيء من ذلك إلا وله حياة وموت، وإن خالف معناه في ذلك معنى ذوات الأرواح في أنه لا أرواح فيهن وأن في ذوات الأرواح أرواحا، فلذلك قيل "وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ" وتتوزع المياه على سطح الأرض بواقع مساحة تشكل حوالي 71%- في مقابل 29% لليابسة- وتبلغ إجمالي إمدادات المياه في العالم حوالي 1386مليون كيلومتر مكعب (3325 ميل مكعب) من الماء، منها أكثر من 96%عبارة عن ماء مالح (محيطات- بحار- بحيرات مالحة)